أرشيف المدونة الإلكترونية

الجمعة، 4 ديسمبر 2015

هارب من الأيام ..الجزء التالت


 أنفق اذن كثيراً من الوقت طمعا فى أن يتقن لعبة الشطرنج هذه لكنها أبت عليه وأمتنعت وبخلت بذاك السر الذى يفترضه عادة كلما امتنع عليه أمرأو عسر , إذ انه لا يشك بعقله قط ولا يوجه اليه لوماً قط ولا يستطيع أن يتصور أن يكون به ضعفاً قط  , فهو انما يفترض دائماً ان هناك سرما خلف كل ما قد يمتنع أويعسر عليه من أمر ,ان لها اذن سر !  غير أنه بشكل ما استطاع أن يجيد منها ما ينفى عنه الجهل بأبجدياتها دون أن يبلغ منها مقصده, وهو مع ذلك لا  يعرف  كيف استطاع حشرها فى الويندوز المشئوم  لكنه استطاع ولم يخلو الحشر من خسائر,

إذ اجتمعا بطء الويندوز مع ثقل لعبة الشطرنج فجعلا مروحة الكمبيوتر تصرخ من قلب الكيسة بصوت منكرتستغيثه أن يرحم أمها العيانة فيحيلها للتقاعد وقد بلغت من العمر أرذله  وباتت فى شر حال بعد أن انتزعها غير مرة من جوف الكيسة فقطر فى جوفها قطرات من زيت أكل استعمل غير مرة فى قلى بطاطس ربما برنجان لا يعرف على وجه التحديد أيهما البطاطس ام البرنجان كان مسؤلا عن تحول لون الزيت الأصفر الى أسود قاتم فبدا الزيت كما لو انه عسل أسود,  ذاك الذى يصنعونه فى المدن فى مكان ما تحت بير السلم من خليط من ماء وسكر ومادة قاتمة السواد ثم يعرضونه للبيع فى الأرياف تحت اسم عسل وما هو بعسل  ,
وقد نجح الزيت الاسود فى اسكات صراخ المروحة المفزع الى أجل مسمى ثم لم يلبث الصراخ الا أن عاود سيرته الأولى فعاد وأنتزعها مرات ومرات وسكب فيها قطرات وقطرات حتى هلكت تماما وبات الزيت لا يسدى اليها  نفعا بل يزيدها ضرراً الى ضررها القديم , فكف عنها الزيت وفكر بشكل ما  ان يعتاد الصوت المنكر فلم ينجح فى ذلك  فاحتال عليه بتيشيرت شتوى ثقيل أحيل للتقاعد قبل سنتين على ما يذكر, وضعه على الكيسة فوق المروحة لعله يسكت هذا الصراخ فيرده على صاحبته فنجح فى ذلك بعض نجاح لكن الصراخ لم ينقطع تماما وبدا كما لو انه لن ينقطع الا ان تلفظ تلك التى كانت ذات يوم مروحة انفاسها الاخيرة فتتعطل تماماً و يستبدلها مضطراً بأخرى على قيد الحياة ,

وهناك كوب الشاى الليبتون السكر زيادة عن اللازم  والذى لا ينقطع جريانه فى حلقه قط فما أن يفرغ أو ينسى فيبرد حتى يستبدل بخير منه له بخار كبخار سجائره الكليوباترا ذاك الذى لا ينقطع صعوده امام عينيه قط فى ليل او نهارالا بضع ساعات يقضيها فى نوم متقطع يعج بالكوابيس التى لا يدرى لها سبباً الا انقطاعه عن تلاوة المعوذتين أخر كل ليل ساعة أن يرأف برأسه ذاك المنهك من اتصال التفكير فيما لا ينفع ولا يشفع  , فيلقى بهذا الرأس المظلوم بضع ساعات فوق وسادته تلك الخشنة ابتغاء الراحة التى لم يظفر بها أبدا منذ أن بلغ سن العشرين , تلك التى يقولون لصاحبها راشد  فيزهو برشده أمام الناس مفتخراً وهو على حقيقته  فاقد الفرحة فاقد الاحساس بالحياة  حامل الهم والغم مضطرب النفس شارد الذهن أبدا حتى يبلغ كتابه أجله , وان هذا الأمر ليعرفه كل من بلغ سن العشرين وله عقل أو ألقى السمع وهو شهيد ,
 هناك دوماً علبتى سجائر كليوبترا تلازمانه أبداً , ما أن توشك احداهما  أن تدخل سن اليأس بعد أن يكون قد قضى منها وطراً فأفرغ أحشائها الا قليلاً حتى تكون فى انتظارها أخرى  بكراً رشيد توشك أن تلحق بأختها يأتى عليهما قبل أن يذهب الليل الأعمى ويطلع النهار الذى يقولون هناك أن له عنين,

    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Translate