ثم هناك ولاعة سجائره تلك الرخيصة الثمن الرديئة الهيئة والطرازالتى لا تكف عن مضايقته و قطع اتصال برنامج ليله الذى يظن بعض من لا يعرفونه عن قرب فى ليله هذا الظنون فيصفونه بليل ماجن وما هو بماجن ان يقولون الا منكرا من القول وزورا .. وأى مجون فى ليل ينفقه برفقة كتاب أو شطرنج وعلبتى سجائر كليوباترا؟!
الغرض .. انهم هناك إذ ينتقلون بالحديث بين موضوع وأخر يقولون .. الغرض ! وتعنى .. نهايته !
الغرض تفرض تلك الحشرة فواصل من الحماقة قبل اشعال كل سيجارة , فهى دائمة الحركة لا تستقر فى مكان قط ( مبينبلش فى رجلها فولة ) مهما كانت الأسباب ومهما تغيرت الظروف أو تغيرت هى ذاتها , يخيل إليه أحيانا انها (صاحية) وقد علمته من بين ما علمته ألا فرق بين الأبيض والأسود من أولاد الكلب , فهى مرة تحت المخدة وأخرى فوقها ومرة فوق المكتب ومرات تحت اللحاف ومرة تحت السرير ومرات (مقطوع ظفرتها ) أى ليس لها أثر!
فتضطره إلى أن يشعل سيجارته من البتوجازويفقد على أثر ذلك بضع شعيرات من ذقنه ذاك الذى , يهمله شتاءً فيتركه ينمو أسبوعاً أو اسبوعين على الأكثر يستعين به على برودة الطقس قبل أن ينسفه نسفاً بعد أن يفرغ صبره إذ عادةً ما لا يطيق ملمس الشعر الخشن فوق بشرته الناعمة كبشرة طفل , ويتولاه بالرعاية صيفاً نظراً لحرارة الطقس فهو يزيل عنه الشعر بانتظام مرتين تقريباً فى الأسبوع , وربما فقد تلك الشعيرات العزيزة من حاجبيه الكثيفين أو من رموش عينيه العظام ,
أوتضطره إلى أن يشعل من البتوجاز شمعه يسعد بها أحيانا حين يجدها مباشرة فوق البتوجاز ويشقى بالبحث عنها فى أرجاء المطبح أحياناً أخرى قبل أن يجدها هناك غائبة فى قعر كيس بيلاستك قد اتخذ مخزناً لما خف وزنه من ضرورات المطبخ فهو معلق هناك من أحدى أذنيه فى شىء ما فى زواية من المطبخ , فاذا عثر عليها هناك أخذها فأشعها من التبوجاز ووضعها فى مرمي ذراعه تلك الطويلة فهو يشعل فيها سجائره ما اتفق له من الليل مستيقظاً, و ما أدراك وما يدرى أحد ما اشعال سيجارة فى شمعة , ان السيجارة لتذهب الى الشمعة نظيفة بيضاء نقية فتعود سوداء قذرة لها طعم أمرمن قرن الخروب ذاك الذى لم يذقه قط لكنه سمع غير مرة الناس يضربون به المثل فى شدة المرارة فهم يقولون عن كل مر أمر من الخروب وقد لا يكون على الحقيقة كذلك لكن القوم هناك مولعون بتهويل كل أمر لحاجة فى أنفسهم عادة ما تكون (الفشر والمرع ) كما يقولون ! , تعود السيجارة على هيئة غير التى ذهبت بها من أثر عامود دخان كثيف يخرج من لهب الشمعة لحظة التقاء السيجارة معه ,لكنه كثيراً ما حمد الله ان قد هيأ له مصدراً للنار يقضى منه حاجته إلى اشعال سجائره فى تلكم الساعات المتأخرة من الليل بعد أن يكون قد انقطع السبب بينه وبين الولاعة أو قطعته هى كما يظن عمداً , كيداً وعبثاً,
كان صاحبنا فى ذلك الوقت من الليل كعادته فيه منذ زمن يلعب الشطرنج بينما صوت شعبان عبدالرحيم وأحيانا نجاة , نجاة وحسب , انه لا يعرف ما اذا كانت الكبيرة ام الصغيرة لكنه يعرف ان هناك واحدة صغيرة ولا يدرى كغيره لماذا لاتزال صغيرة الى الأن وقد عرف جارا له هرماً يعشقها ولا يكف عن ترديد ما قد حفظ من ألحانها شاباً قبل أن يتقدم به السن فيذبل قلبه وتجف على أثره مشاعره, انها اذن ليست صغيرة السن لكنها صغيرة كما يقولون أما ما هو الصغير فيها على وجه الخصوص لا أحد يدرى ! لكنه سمع غير مرة غير انسان يقول .. نجاة ويتبعها بالصغيرة , وهذا يعنى ان هناك أخرى كبيرة فهل هناك حقاً أخرى كبيرة ! لا يعرف لذلك فقد أثر راحة البال وأمسك عن وصفها بالصغيرة مثلما يفعل الناس فهو يقول نجاة وحسب ,
يدوى الصوت فى أذنه الصغيرة كأذن فأر كما تفضل غير وغد من أصحابه بوصفها مرارا , من خلال سماعته الهاند فرى كئيبة المنظر رديئة الحال والمأل وقد باتت تعمل بنصف طاقتها بعد أن سقطت غير مرة من غير ارتفاع فتعطل قرص أذنها الأيمن وأراح قرص أذنه المرافق تباعاً فلا يصله ما يصل صاحبه الأيسر من تلك ال اييه اييه اييه ايييه التى لا يمل شعبان تكرارها بين فواصل هذيانه ذاك الذى يدعوه ظلماً غناء شعبى , ولا يعرف أحد من أقنعه بهذا بل لا يستطيع أن يجزم أحد بأن لشعبان عقلا ليقتنع او يعترض من الاساس , وان وصفه هذا الذى يزمجر به بالغناء الشعبى لهو هذيان جديد يضاف الى هذيانه القديم .. فأين ذاك الذى يتقيأه هذا الشعبان من قول عبدالمطلب ساكن فى حى السيدة وهريدى ساكن فى الحسين أو من قول هدى سلطان من بحرى وبنحبوه فى الشقة بنستنوه ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق