أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 5 سبتمبر 2013

السيكوباتى


كانت السماء تمطر ضفادع لها أصوات الجرس كحية الكوبرا المائية .. وكان يسير وحيدا فى ظلام النهار الدامس .. فى ضوء قمر الألم الأخضر 

سمع صوتا غريبا...تلفت حوله فوجد شجرة صغيره تتحرك من مكانها لتختبيء في جوف اخرى كبيره...اقشعر جسده لرؤية ذلك المشهد.تلك الشجره صغيرة لتتحرك

حاول اقناع نفسه ان ما رآه ماهو الا هلاوس بصريه لا اكثر وكاد ان يهم بالرحيل لولا ذلك الضوء القرمزي الذي نبع من جوف الشجرة الكبيرة

كان يعلم ان الفضول قتل القط .. لكن فضوله كان من باب البحث العلمى عن ما تم فقده فى العصور السحيقة فى عصر الشمس الواحدة .. اقترب لينظر

اقترب من مصدر الضوء بخطوات متردده...كلما اقترب ارتفع صوت ينشد "كوم فينيريت تيمبوس"...انه يعرف معنى تلك الانشوده...لقد حان الوقت..وقت ماذا؟

وجد نفسه اسيرا للجذع المضيء وقد ادخلته الكلمات في حاله شبيهة بالتنويم المغناطيسي، مد انامله للشجرة ليجدها قد تخللت الجذع بشكل سريالي مدهش 

مسحورا بهذا الجو المطلسم المهيب وجد يد تمسك بساعده وتجذبه إلى الداخل .. إلى المجهول حيث لا يعلم إلى أين يذهب .. نظر خلفه وجد العالم يفنى

اسكنته الشجرة رحمها...وفي ظلامه شعر بامان بحث عنه لعقود...يكاد يسمع صوت ابيه يناديه ان صغيري لقد احببتك قبل ان اراك...حسنا فليظل هنا للابد

سكينه ،، امان ،، هدوء ،، سلام ،، ايعقل ان هناك عالم بهذه الصفات !!! تطلع حوله لوهلة في الظلام المضيء ليجد ما يشبه النفق وصوت مالوف يناديه


كان الصوت ناعما كالخرير .. تذكر صباه عندما كان يلهو بجوار بحيرة اللؤلؤ .. عندما ظهرت له من تحت الماء مضيئة كالشمس. رقيقة كالنسيم. صافية 

جميلة كعادتها رغم الشحوب الذي احتل كامل ملامحها..تذكر شعرها المسدول كالليل.امتلا كيانه بعبقها فآلمه الشوق الى رؤيتها لكن لم يعد ذلك ممكنا 

افاق من ذكرياته على يد لمست كتفه، التفت ليجدها امامه، نفس النظرة الحالمة والضحكه الرقيقه، سمع صوتها في راسه يحادثه ويطلب ما لا يصدقه عقل

نفس الصوت الذى دوما ما ملأ خياله وأركان عقله ووجدانه . إنها هى .. تطلب منه المستحيل .. مرة أخرى .. تطلب منه أن يترك لها نفسه ويدخل عالمها 


كان احمقا عندما رفض قبل ذلك...وافق بلا تردد..انفرجت اساريرها لقبوله بها.رددت: لن تندم صدقني....شهقت الشجرة بقوه..ارتجت بشده..انها تتمخض

كانت الشجرة تنضغض عليه كانها تضمه بقوة، نظر لها باستنجاد ليفوجيء بها تشتعل امامه في هدوء، شعر بقلبه كيانه كله يتزلزل مع احتراقها 

غاب عقله عن الوعى بضع لحظات. أفاق ليجد نفسه ممددا فى ثوب أبيض نظر ليجد ثلاثة شموس فى السماء و وجد القمر ينظر إليه من خلال عينيها المتلهفة

لثمت جبهته بقبله طويله وقالت : لقد شاء الله ان يعيدك  لي سالما....انهض اي حبيبي لتنعم بجنتك 


وفجا تحولت جميلته الى عود اخضر، لا لا كائن اخضر، كائن كرفسي !! ايعقل !! جميله الجميلات اميرته ساحرته ماهي الا جيمي !! وفي ثواني فقد عقله 


نظر بجواره ليجد زوجته الوفية ذات الثلاثة عيون تنظر له فى شجن وغرام .. نظر من البلكونة ليجد جيمى قد توفى فى منتصف الطريق .. انتحر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Translate