أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 5 سبتمبر 2013

مازن يفكر

جلس فى أحد الأيام يفكر فى الأناقة والوجاهة وجعل يتساءل فى خشوع عن ما عساها تكون هذه الأناقة وما عساها تكون تلك الوجاهة إذ لا تزالا اذنيه تسمعهما ولا تزال ألسنة الناس ترددهما فى غموض وأسر إلى نفسه لعلهما أن تكونا حسن المظهر فهجس فى نفسه هاجس يبعث على السخرية إذ كيف يصدق ذلك وقد بلغ غير واحد من الناس من ذلك أكثر ما كان يريد ثم أنه لم يشعر فى نفسه أناقة أو وجاهة نحوه فعدل عن ذلك التفكير,ثم علا فى نفسه صوت يردد لعلهما أن تكونا حسن المنطق فهجس فى نفسه هاجس أخر يبعث على سخرية أخرى إذ كيف يصدق ذلك وقد بلغ هو من الفصاحة والبلاغة أكثر ما كان يريد ولم يشعر فى نفسه أناقة أو وجاهة ولم يشعره بذلك أحد فعدل عن ذلك التفكير أيضاً ثم استقر فى نفسه لعلهما أن تكونا عرف الجماعة فهجس فى نفسه هاجس ثالث يبعث على سخرية ثالثة إذ كيف يصدق ذلك وقد مضى فى ذلك المضمار أكثر الناس ولم يشعر فى نفسه أناقة أو وجاهة نحو أكثرهم بل يظن أكثرهم جرابيع وكيف يسلم ناصيته لبشر يصيبون مرة ويخطئون أخرى كيف يضمن أن طريق الجماعة لن يصيبه الهوى والمصلحة وإن فعل فهل من سبيل إلى العودة من هذا الطريق إذا ما تبين له خطأه ام سوف يجبر على أن يرتدى زى الجماعة إلى أن يحين أجله فعدل عن ذلك التفكير أيضاً
ومازال على هذا الحال حائراً يفكر الحل ثم لا يلبث إلا أن يعدل عنه قبل أن ينهى مجلسه لما يلقى فى نفسه من هواجس السخرية حتى التمس جواب ذلك عند بعض الصديق
فقال صديق روسي إن الأناقة والوجاهة إنما هما الإنتماء والولاء لكل ما هو شيوعى دون تفكير أوتمحيص لابد أن يكون الكل عبيد للدولة لا يجب أن يكون هناك سيد إلا السيد الحاكم هو الإله وليس للمحكوم من الأمر شىء هو يشرع ويقول وعليك أن تنفذ فى صمت والفقر ليس فقر المال وإنما هو فقر المبادىء والملعون هو المال والمعشوق هو المبدأ فإن أردت أن تكون أنيقاً وجيهاً فكن شيوعياً خالصاً ولك ما أردت
فرد صديق يهودى وقال بل إن الأناقة والوجاهة إنما هما الحرية الشخصية افعل ما شئت أنت وليس ما شاء الأخرين كن أنت الله كن أنت المشرع وكن أنت المنفذ كن عبد نفسك وهواك فليس أحداً يستحق أن يعيش إلا أنت كن حراً ذا مال لابد أن تكون مصلحتك فوق كل إعتبار احصل على المال أينما وجدته واسلك فى ذلك كل طريق فليس هناك حلال وليس هناك حرام ليس هنالك إلا أنت أنت السيد وكل ماوجد دونك فهو عبد لك إذا أردت أن تكون أنيقاً وجيهاً فكن حراً طليقاً ذا مال كن رأسمالياً لاتؤمن بشىء ما خلا المال ولك ما أردت .
فأوصى صديق مصرى بأنه إذا أردت أن تكون أنيقاً وجيهاً فاعلم أن الأناقة هى حسن المظهر والوجاهة هى حسن الجوهر.
وليس أجمل من مظهر الإسلام وليس أجمل من جوهره ولكن أكثر الناس لايعلمون إذ يضعون الأمر في غير موضعه ويلتمسون الأناقة والوجاهة عند من ليس بأنيق وليس بوجيه فأني لهم ذلك إنما يجدون النفاق وليس أقبح مه وليس ألعن إذ به يدعي المرء أنيقاً وجيهاً وفي الحق ما هو بأنيق وما هو بوجيه فإن أردت أن تكون أنيقاً وجيهاً فالزم أمر الله واجتنب نهيه ولك ما أردت
وعند إذ طرح مازن فكره إلي الأرض وتدرج يعمل بأفكار أصدقائه وقد أقسم ثم أخبر أنه لم يصيب أناقة أو وجاهة إلا حين انتهي إلي العمل بما كان قد أوصي به الصديق المصري حينها بصر في مظهره أناقة وشعر في نفسه وجاهة وعلم أن قد بصر وشعر منه الناس مثل ذلك فحمد الله كثيراً إذ قد وفقه إلي ثم أعانه علي ما قد أراد من أناقة ووجاهة لم يجدهما إلا حيث وضعهما خالقهما وخالق كل موجود.
زاهر فيصل عمر
يوميات علي وعمر
في البدء :
هما علي محمد عمر وعمر محمد عمر توأمان يتيمان يعيشان وحدهما بعدما رحل الوالد والوالدة وتركهما فقيران معدمان لهما من العمر عشرون عاما يسكنا منزل مشترك وبينهما أخوة وصداقة وحب وإحترام وديمقراطية في الحوار ليس لها من نظير إنهما يتفقا في كل شيء تقريبا غير أنهما يختلفا في الرأي دائما والأن لنبدأ ولتكن البداية مع في الدين.
نشأ علي منذ نعومة أظافره متديناً يحب دينه ويعرف ربه ويوقره كل توقير ويبجله أيما تبجيل كان يصلي ويذكي ويتصدق ويصوم ويقرأ القراءن ويتضرع إلي ربه ليل نهار ويدعوه سراً وعلانية وكان عمر علي النقيض من هذا الوضع الجميل واتفق
أن علي كان قد عرض التدين علي عمر ذات يوم وطلب إليه أن يهتم بأمور الأخرة حتي ينجو من ويلات القبر وأهوال العذاب يوم القيامة فقال علي: أخي عمر عليك أن تتدين وأن تعبد الله حق عبادته وأن تهتم بامور الأخرة ودعك من هذه الحياة المدنية العلمانية البائسة التي تحياها فليس بها أدني خير وليس منها أدني رجاء.
قال عمر : ماذا تريد أنتقول أتريد أن تقول أنني كافر لا لست كافراً فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ولست علمانياً كافراً مثلما تظن وتعتقد باطلاً ياأبولهب قال علي أستغفر الله العظيم ما أردت أن أقول ذلك وإنما قصدت أنه لا يكفي أن تنطق بالشهادتين وإنما لابد من أن تطبق ما يترتب علي النطق بالشهادتين من صلاة وصيام وغير ذلك مما قد فرضه الله علينا وإلا فليس للنطق بالشهادتين فائدة تذكر وإلا فلماذا لم ينطق بهما الكفار علي عهد رسول الله ( ص) ويريحوا أنفسهم إن لم يكونوا يعلمون أن النطق بالشهادتين إنما هو إعتراف بالدين كله يستوجب تطبيقه وإلا استوجب العقاب عند عدم التطبيق قال عمر: أخي علي أنت تعلم أنني لا أطيق الصلاة فأنا أكسل من أن أتوضأ خمس مرات في اليوم والليلة كما أن الماء في الشتاء لا يمكن أن يتحمله جسد إنسان في ظل البرد القارس وكيف أذكي وقد يقال يا مذكي حالك يبكي ناهيك عن الصدقة غير أنني لا أملك مالا لأذكي أو لأتصدق فضلاً غير أنني لا أستطيع أن أصوم فأنا كما ترى ضعيف هذيل نحيل يرهقنى الجوع والعطش وكما تعلم أنني لا أستطيع عليهما صبرا حتي أنني لم أتعلم فكيف تطالبني بقراءة القرءان قال على: إن كل ما ذكرته ليست أعذراً لترك فرائض الدين وإنما هي وساوس شيطانيه فالدين يسر وليس عسر وما بعث الله محمدا إلا للتيسير وليس عليك إلا أن تجتهد في أداء الفرائض قدر إستطاعتك فلتصلي ولتعلم أنك تستطيع أن تتحمل برد الشتاء القارص ولكنك لا تستطيع أن تتحمل لهيب جهنم الحارق ولتذكي ولتعلم أنه ما نقص مال من صدقة فكيف بالزكاة ولتصوم ولتعلم أن الجوع والعطش في الدنيا لا يمثلان صفراً إذا ما قورنا بجوع وعطش أهل النار وإن كنت لا تستطيع قراءة القرءان لأنك لم تتعلم فعليك أن تبادر إلي سماعه ممن قد تعلمه وتذكر دائماً أن الدين يسر وليس عسر وأن الله لا يكلف نفساً إلا ما أتاها قال عمر: ربنا يسهل والأن اتركني لأنني أريد أن أنام ياعم الشيخ قال علي: عليك أن تصلي ركعتين قبل أن تخلد إلي النوم قال عمر: اذهب أنت وصلي الركعتين وادعيلي ياباشا قال علي: ادعيلك ماذا أقول ءأقول يارب اغفر له لانه لا يعرف أم لأنه لا يستطيع ام يارب اكتب له الركعتين وعندما يستيقظ سو ف يصلي ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) أنا برضو اللى أبولهب عمر: نام وشخر قال علي: شخر ياخويا شخر احيي سنة أبولهب دا أنت هتشخر شخيير في النار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Translate