فى كل ذات انسانية حرب أهلية مشتعلة بين الرغبات والسلوك وهناك كثير من الأشياء تقهر السلوك وتضبطه على غير ارادة صاحبه أما الرغبة فحرة طليقة فاسقة
ولايوجد من يستطيع أن ينظف نفسه من الإهتمامات والشهوات الرديئة كنظافة الملابس من الأدران فكل البشر اَثمون حتى أطهرهم سلوكاً اَثمون بقلوبهم ورضاهم وسخطهم وحبهم وبغضهم وتناقضهم بين مايريدون وما يفعلون
وكل الناس تحت كل الظروف يحملون رغبات فاسقة والذى يعمل الإثم غير صالح وغير نظيف والذى يشتهى الإثم كذلك غير صالح وغير نظيف
الأعفاء أكثر وأعمق فسوقاً بقلوبهم من الفساق بأعضائهم فالغدة الجنسية منتصرة على جميع مذاهب البشر فى رغبات داخلية وسلوك خارجى والجميع اَثمون
أيها الأتقياء إن معاصيكم المحتجبة فى أنفسكم وأمانيكم لهى أكثر عدداً وأعظم وحشية من المعاصى السافرة المفرقة على أعضائهم والفضلاء جداً هم دائماً أكثر وحشية فى أمانيهم ورغباتهم لهذا فهم أكثر ظلاماً وعبوساً وخطيئة من داخلهم
ولو أن الشهوات والأمانى والرغبات تجسدت إلى سلوك لما كان هناك فرق بين أعظم القديسين وأفسق الفساق ولو أن كل عداوة أو خبث أو نقص فى النفس تحولت إلى سلاح لأصبحت نفوس كثيرة من أكبر مصانع الأسلحة فالذين يفعلون اللذة المحرمة لايحبونها كما يحبها الذين لايفعلونها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق